شرح تقنية الهولوجرام Hologram .. ابتكار فوق الخيال

إذا كنت من متابعي مدونة الغزاوي فحتما ستكون قد صادفت في مرة من المرات مصطلح الهولوجرام Hologram  فما المقصود بهذا المصطلح ؟ وما دور في تغيير الواقع ؟

نوع جديد من التكنولوجيا الحديثة تدخل عالمنا الآن، أشعة ليزر تسمى بالهولوجرامHologram ، طيف من الألوان ثلاثية الأبعاد توحى الى المشاهد بأن الجسم موجود فعلا في مكان يواجد هذا الطيف وكأنه يجسيد حقيقي للواقع. تمتلك هذه الأشعة خاصية فريدة من نوعها، تمكنها من إعادة تكوين صور لهذه الأجسام ثلاثية الأبعاد، وكأنها أنوار في الهواء بملامح واضحة، فبالرغم من عدم وجود مصدر ضوئي أو شعاع، أو حتى سطح لينعكس عليه الضوء إلا انها تقوم بعرض الجسم بصورة يظهر فيها وكأنه الجسم الحقيقي نفسه، كظهور مثلا قطة أو زرافة أو إنسان، كما وأن تلك الصورة تتغير بتغير المكان والإتجاه بنفس الطريقة تماما كما لو أن الشخص موجود في المكان حقا.

ويمكن للإنسان إختراق هذه الأشعة والمشي من خلالها بشكل طبيعي لأنها أشعة تشبه أشعة الضوء إلى حد ما، وسيتم إستخدامها مستقبلا في المحادثات المرئية المباشرة، مثل محادثات الـ Conference، كما يمكن أن تستخدم كوسيلة تعليمية، سواء في التفاعل مع المواد ذات طابع علمي، او تسجيل المحاضرات بشكل ثلاثي الأبعاد. مما يوفر تكاليف إستدعاء أحد المحاضرين المشهورين للتنقل إلى مكان المحاضرة والإكتفاء بتسجيلها وعرضها بأبعاد ثلاثية وعرضها كأن المحاضر هو من يقدمها مباشرة. كما يمكن لهذا المحاضر بإلقاء محاضرة واحدة على مستوى العديد من الجامعات في آن واحد.

ويسعى المخترعون في إختراع جهاز تلفاز هولوجرافي في المستقبل بحيث يجسد الصورة المعكوسة منه كطيف ثلاثي الأبعاد يمتد حتى منتصف الغرفة، فنستطيع مشهادته أمامنا بشكل أكثر واقعية. ولا يمكننا أن ننسى ما تقدمت به دولة اليابان بعرض مدهش جدا، وذلك بنقل مباريات كأس العالم لعام 2022 بتقنية الهولوجرام في ملاعب الدول الأخرى وذلك تزامنا مع توقيت المباراة الفعلي. بحيث تقوم بنقل المباراة الواحدة بحوالي 200 كاميرا HD ومجسات لتتبع حركة اللاعبين بدقة عالية، وستقوم أيضا بزرع مايكروفونات تحت أرضية الملعب لتساعد على نقل أصوات أكثر واقعية.

فإذا كانت هناك مباراة بين منتخبي اليابان وألمانيا على سبيل المثال فإن المباراة الحقيقة سوف تُلعب في اليابان، بينما سيتم نقلها في نفس الوقت في ملعب بادولة ألمانيا عن طريق تقنية الهولوجرام، فيستطع الجمهور حظور المباراة في أي من الدولتين وذلك كشرط  لفوزها بإستظافتها لكأس العالم في بلادها (اليابان).

تبقى الإشكالية الكبرى هي هل ستكون مشاهدة لمباراة بتقنية الهولوجرام أمر ممتع ؟

سنرى ذلك في المستقبل حيث إذا ما تم تطبيق هذه التقنية على المبارايات.